مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/07/2022 09:00:00 م

اكتشافات أثرية لم نجد لها تفسيراً -الجزءالأول -
 اكتشافات أثرية لم نجد لها تفسيراً-الجزء الأول -
تصميم الصورة : رزان الحموي
رغم أن القاسم المشترك بين جميع آثار العالم أنها قديمة، ولكنها لا يمكن أن توصف بأنها بدائية، فهي تدلُّ على حضاراتٍ عريقة، وهناك بعض الاكتشافات الأثرية التي لا تزال تشكّل لغزاً محيراً، فقد يبدو بأن بعض الآثار لا يمكن أن تكون قديمةً بقدر ما هي عليه، وبعض اللقى الأثرية تكاد تكون قد أُنجزت في عصرنا الحالي رغم أنها موغلةٌ في القدم، وإذا كانت الأهرامات من أشهر تلك الآثار، فإنها ليست الوحيدة، فقد تم اكتشاف ما لا يمكن أن يعود إلى تلك الأزمنة الغابرة.

خطوط ناسكا في البيرو

لم يكن اكتشاف تلك الخطوط ممكناً قبل |اختراع الطائرة|، فعند النظر إليها من الأرض لا يمكن فهمها أو حتى تمييزها، ولكن النظر إليها من ارتفاعٍ كافٍ، سيجعلها تبدو كرسوماتٍ في غاية الدقة والغرابة، فهي مجموعةٌ من الرسومات التصويرية والهندسية التي تملأ جزءً كبيراً من سهول البيرو الصحراوية، وقد قامت برسمها حضارةٌ قديمة تدعى حضارة ناسكا قبل ألفي سنة، وأسباب غرابة تلك الرسومات كثيرة.

أسباب غرابة خطوط ناسكا

يصل طول بعض تلك الخطوط إلى عشرات الكيلو مترات، وبعضها متوازٍ بدقةٍ كبيرة، أما رسومات الطيور والحيوانات فقد يصل طول بعضها إلى أكثر من ثلاثمئة متر، ولعلَّ أكثر ما يلفت الانتباه في تلك الرسومات هو التناظر الدقيق بين نصفيها، ومع ملاحظة الحجوم الكبيرة لتلك الرسومات، فإن إنجازها بتلك الدقة يبدو مستحيلاً باستخدام الأدوات البدائية التي نعرف وجودها في ذلك الوقت، فهل امتلكت |حضارة ناسكا| أدواتٍ لا نعرف عنها شيئاً؟

 آلة "أنتيكيسيرا" الفلكية

 قبل أكثر من ألفي ومئة سنة، استطاع الإغريق صناعة آلةٍ فلكية غريبة، والغريب فيها أن فهم الإغريق للمجموعة الشمسية كان خاطئاً، فقد اعتقدوا أن الأرض هي مركز الكون والشمس والكواكب يدورون حولها، وقد بنوا تلك الآلة بناءً على هذا الفهم، وهي تجسّد الكواكب الخمسة المعروفة آنذاك وتظهر حركتها الظاهرية حول الأرض، كما سمحت لهم هذه الآلة أن يتنبؤوا بأوقات الكسوف والخسوف بدقةٍ كبيرة، فكيف بنوا آلتهم الدقيقة على فهمٍ خاطئ؟

سبب تسمية الآلة

تمَّ اكتشاف آلة الاغريق الفلكية داخل صندوقٍ خشبي عُثر عليه في حطام إحدى السفن الغارقة قبالة سواحل جزيرة "أنتيكيسيرا" اليونانية سنة 1901، وقد بقي ذلك الصندوق لغزاً مقفلاً حتى سبعينيات القرن الماضي، عندما أظهرت الأشعة السينية ما احتواه الصندوق، وهو تلك الآلة الاغريقية الفلكية المصنوعة من البرونز، وتعتمد في عملها على أكثر من ثلاثين مسنناً مختلفي الأحجام ومترابطين مع بعضهم بشكلٍ يشبه عمل الساعة، ولتلك الآلة وجهان يعرض كلٌّ منهما نموذجاً معيناً.

الوجه الآخر للصندوق

ذكرنا بأن الوجه الأمامي يمثّل نموذجاً مصغّراً للكون بحسب فهم الاغريق له، بالإضافة إلى مجموعة نصوصٍ تتحدّث عن التجمعّات النجمية التي نعرفها اليوم باسم |الأبراج|، أمّا الوجه الثاني فهو يقسم إلى قسمين، الأول عبارةٌ عن مجموعةٍ من الدوائر المتمركزة التي تمثّل التقويم المصري القديم الذي يقسم السنة إلى اثني عشر شهراً، وكلُّ شهرٍ ثلاثون يوماً، ثم يضاف إليها خمسة أيامٍ لتصحيح عدد أيام السنة.

اقرأ المزيد ...

 سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.